إبراهيم محمد باداود سبل المحافظة على راس المال
أوضحت بعض الدراسات أن من أسباب انهيار سوق الأسهم خلال الفترة الماضية تركيبة الفرد السعودي ، التي يغلب عليها سرعة التأثر وسيطرة العاطفة عليه والثقة المفرطة في بعض الأحيان، كما أوضحت هذه الدراسات أن بعضهم يسعى إلى الحرص على إظهار المعرفة والتذاكي إضافة إلى حب نشر الشائعات وتصديقها، وقد صاحب تلك الفترة العديد من القصص المؤلمة شملت العديد من الأسر في هذا الوطن، ومازلت أتذكر قصة ذلك الرجل الذي كان يخبرني بأنه وضع كل ما لديه من مال في هذا السوق وقد كان يسمع بتنويع الاستثمار وعدم وضع المال في مكان واحد فما كان منه إلا أن وضع ماله في أشهر صندوقين للاستثمار في الأسهم في بنكين مختلفين لجهله بأن الجميع يعمل في السوق نفسه، كما أنه كان يظن بأن هذا الاستثمار مضمون كما كان يسمع فاعتقد بأن رأس ماله مضمون وفوجئ عند انهيار السوق بأنه لم يفقد الأرباح فقط بل فقد معظم رأس المال.
وحتى تتم المحافظة على رأس المال يجب أن نقدر قيمته في الأساس ونعرف مضمونه وخصائصه، ورأس المال الذي أعنيه في هذا المقال هو شباب هذا الوطن الذين هم رأس المال الحقيقي لهذا الوطن ، الذين هم حاضره ومستقبله (بإذن الله)، ومن أهم سبل المحافظة عليهم كسب ثقتهم وولائهم، فالثقة هي من أهم الوسائل التي يمكن من خلالها المحافظة على هؤلاء الشباب فإن انعدمت انعدم الولاء وضاع الشباب وفقدت الثقة.
وأولى خطوات خلق هذه الثقة هي التعرف على هؤلاء الشباب ومعرفة ماهية مميزاتهم ونقاط ضعفهم وقوتهم وماهية اهتماماتهم وهواياتهم وكيف يحبون أن يقضوا أوقاتهم، إذ كيف يمكن أن تزرع الثقة في شخص أنت لا تعرف من هو؟ ولا تعرف صفاته؟ وحتى نزرع الثقة يجب علينا أن نسعى إلى تقدير هؤلاء الشباب وإبراز مكانتهم في المجتمع والحرص على تعزيز سبل التواصل معهم وتبني قضاياهم وبذل الجهود لتحقيقها، وتنمية حب الوطن في دواخلهم وتأكيده والسعي نحو تلبية مطالبهم ومراعاة مشاعرهم.
ومن سبل تعزيز ثقة هؤلاء الشباب قناعتهم بأن مشاريعهم وآمالهم وطموحاتهم سيكون لها أثر في أرض الواقع وستخرج من إطار الكلام والخطب والمحاضرات والدراسات والبحوث ليصبح لها أثر مباشر في دخلهم المادي وفي مستواهم التعليمي وفي مستوى معيشتهم اليومي وستسهم في تحقيق أحلامهم التي عاشوا سنين يحلمون بتحقيقها.
ومن أهم وسائل تعزيز الثقة بين الشباب وجود المصداقية معهم، فهي أساس الثقة فإذا انعدمت المصداقية من شيء فلن ترى أثراً للثقة، فهناك دور كبير يجب أن يتم القيام به من قبل العديد من الجهات لتقوية المصداقية في أعمالنا والحرص على أن نكون جادين في تقديمها للشباب وعدم تركها للشائعات والشبهات.
إن فقدان الثقة من أهم المخاطر التي تهدد المجتمع ليس فقط على مستوى رأس المال البشري، بل في جميع شؤون الحياة، سواء كانت الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية فنحن ما زلنا ومنذ خمس سنوات نعاني ضعف الثقة في سوق الأسهم جراء ما حدث له من انهيار، وعلى الرغم من حرص القيادة ـــ حفظها الله ـــ على وضع قطاع الشباب في مقدمة الأولويات إلا أننا ما زلنا نفقد الثقة في بعض المشاريع التنموية التي لم يتم تنفيذها للآن على الرغم من الإعلان عنها، وما زلنا نفقد الثقة في الكثير من العهود والوعود التي تم الإعلان عنها ولم تنفذ للآن.
ولكي نحافظ على رأس مالنا الأهم في هذا الوطن ـــ وهو الشباب ـــ علينا أن نسرع في المحافظة على مستوى عال من الثقة وأن نتلافى ما حدث من أخطاء في الماضي وأن نسعى إلى تصحيح الحاضر لنفتخر بثقة رأس مالنا بنا وليفتخر الشباب بأوطانهم
منقول للاستفاذة
الأربعاء 09 فبراير 2011, 19:59
