تشغل مسألة الإساءة النفسية للطالب أهميةً كبيرةً في مدارس الدول المتقدمة. وإنّ تورّط أي معلم أمر في إساءة نفسية لأي طالب تعرّضه للمساءلة القانونية. وصحيح أن نسبةً كبيرة من الطلاب أصبحت في مأمن من صور الإساءة كلها، إلا أننا على الرغم من الخطوات الجادة كلها التي اتخذت ما زلنا نرى بعض حالات الإساءة النفسية.
ويلاحظ في العديد من الدول أنّ الجهل يقف عائقًا أمام اعتبار الإساءة للطالب جريمةً، في حين أعلنت دول أخرى رسميًّا عدم جواز الإساءة له بالصور كلها وخصوصًا في المدارس، إلا أنها وللأسف لا تطبق اللوائح المتعلقة بهذه المسألة بفاعلية مما يؤدّي إلى أذى نفسي وبدني كبير له.
لم يعد التوبيخ والعقاب البدني مقبولًا في المدارس في السنوات الأخيرة وخصوصًا في المدارس الأهلية، فأولياء أمور الطلاب لا يتساهلون مطلقًا في معاقبة المدرسة لأبنائهم بدنيًا أو توبيخهم، وهذا مؤشر جيد وعلى الرغم من هذا ما زلنا نلاحظ نمطًا جديدًا من أنماط الإساءة للتلميذ تحدث في المدارس الخاصة تحت غطاء المتطلبات الأكاديمية لنجاح الطالب وهو ما يسمى بـ "الإيذاء أو الضغط النفسي". ومما يؤسف له أن هناك عددًا لا بأس به من الأهالي المثقفين يدعمون هذه الفكرة دون الانتباه للعبء المتراكم على الطلاب والذي يشكّل أذى نفسيًا هائلاً عليهم.
.
فلا بدّ لهذه الصورة من الإساءة أن تتوقف في سبيل الحفاظ على النمو السليم لطلاب بدنيًّا وذهنيًّا. ولمّا كانت المدارس على استعداد لتقديم ما يرغب فيه الأهل، وجب على الأهل هنا المبادرة لإيقاف هذا النوع من الإساءة، وفي المقابل يجب على المعلمين وخبراء التربية أن يبذلوا جهدًا لتوضيح خطورة تلك الممارسات المنتشرة في المدارس، بما يمثِّل خطوةً إيجابيةً نحو التغير.