قال الله عز وجل في حديثه القدسي
(يا آدم إني عرضت الأمانه على السموات والارض فلم تطقها فهل انت حاملها بما فيها؟
قال آدم ومالي فيها؟
...قال تعالى: ان حملتها أجرت وإن ضيعتها عذبت
فقال آدم: قد حملتها بما فيها
فلم يلبث في الجنة الا مابين الصلاة الاولى الى العصر , حتى اخرجه الشيطان منها)
شـــــــــــرح الـــحـــديث
يقول الحق سبحانه
(انا عرضنا الامانه على السموات والارض والجبال فأبين ان يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا)
ان الانسان خلق وله الاختيار
لقد احتاطت السموات والاورض والجبال وقالوا: لانريد هذه الامانه ولانريد ان نكون مختارين بين أن نفعل او نترك نطيع او نعصي وانما يارب نريد ان نكون مسخرين لما تحب دون اختيار لنا
سلمت الارض والسموات والجبال الامر لخالقها, وابين ان يحملن الامانه وحملها الانسان هي امانه الاختيار التى يترتب عليها التكليف من الله
ان الامانه مايتعلق بذمتك بحق غيرك لذلك فحين يعطي انسان إنسانا شيئا يصير الأخذ مؤتمنا فان شاء أدى وان شاء لم يؤد
لكن هناك أمنات اخرى لم يعطها انسان لانسان وانما اعطاها رب الانسان لكل انسان فالعلم الذي اعطاها الله للناس أمانه
نقول للعالم: العلم ليس من عندك حتى تعطيه لغيرك وبعد ذلك يرده له ولكن الله يجازيك عليه ثوابا وكذلك في الحلم والشجاعه
ولاتتضح هذه المسائل بين العبد والعبد الا في المال ولكن في بقية الاشياء نقول لك:
انت أمين عليها امام خالقك وقد امنك على هذه الاشياء كي تؤديها الى من لايعلم
فأمنك على قدرة وأمرك : اعطها لمن لا يقدر
وأمنك على علم واضح لك: أعطه لمن لاعلم له
إذن: فمن الذي أعطاك هذه الامانه : الله
فليس ضروريا ان تكون الامانه من صاحبها الذي اعطاها لك لتردها اليه فالامانه ماتصير مأمونا عليه ممن خلق او من مخلوف فأدها
والامانه امرها وساع...من قول عبد الله بن عمرو بن العاص موقوفا عليه:اول ماخلق الله تعالى الانسانه فرجه وقال: هذه امانه استودعتكها فلا تلبسها الا بالحق فان حفظتها حفظتك فالفرج أمانه والاذن امانه والعين أمناه واللسان امانه والبطن امانه واليد امانه
والرجل امانه ولا ايمان لا امانه له
فكل انسان عنده موهبه هو امين عليها ولابد ان يؤديها وينقل آثارها لمن لاتوجد عنده هذه الموهبة
والله اعطى امانات اودعها في خلقه ليتكامل الخلق فحين يؤدي كل انسان مانته لكل انسان يصبح كل انسان عنده مواهب كل الاخرين
فالامانه مع الله عزو جل ان تلتزم بكلمه الايمان في انه لا اله الا الله واياك ان تعتقد في ان أحد يمكله التصرف فيك, او يملك لك ضرا او نفعا