فشل مشروع سلت سد فرقوق بعدما استنزف الملايير من خزينة الدولة
استغربت شريحة كبيرة من فلاحي منطقة المحمدية وسهل هبرة بمعسكر، فشل مشروع سلت سد فرقوق الواقع بنحو 9 كلم جنوبا، الذي غمرته الأوحال بنسبة 90 بالمئة، وهو الذي كلف الدولة في أول دفعة مبلغ 114 مليون سنتيم لدراسة المشروع من طرف مكتب دراسات كندي، بينما أعلن مطلع العام 2006 عن رصد غلاف مالي قدر بمبلغ 84 مليار سنتيم وأوكل تنفيذ المشروع لإحدى المؤسسات الوطنية المتخصصة بشراكة مع مقاولة سورية .
في سياق متصل، انتقد فلاحو المنطقة الذين ينشطون تحت وصاية عدد من الجمعيات المهنية ذات الصلة بالنشاط الفلاحي هذا الفشل، وطرحوا عدة استفهامات أعربوا عن حسرتهم من الوضع الذي بات عليه سد فرقوق بعد عجز حوضه عن تحصيل 90 ألف متر مكعب، وهي الكمية التي يتولى أصحاب الصهاريج شحنها في يوم واحد لجل سكان المنطقة .
هذا وكشف أحد مسؤولي الديوان الوطني للسقي والتطهير، بأن احتياجات الفلاحين لسقي محاصيلهم بمحيط هبرة من بساتين البرتقال تناهز 20 مليون متر مكعب في أربع دورات تتوزع على مدى فصول السنة، ولم يخف عتابه للمسؤولين على قطاع الري تبعا للسياسة التي فشلت في إرساء وترجمة التسيير العقلاني للري الفلاحي، مؤكدا بأن الفلاحين البالغ عددهم بنحو 11 ألف فلاح تقريبا، قد نفد صبرهم أمام الوعود المتكررة للهيئة الوصية الممثلة في وزارة الموارد المائية.
في السياق ذاته، هدد المتحدث ذاته باللجوء إلى النزول للشارع بغية الاحتجاج على تردي الأوضاع، لكون الأمن المائي هو معبر لضمان الأمن الغذائي لآلاف الأسر في غياب أية ضمانات واقعية، للعلم فإن سهل هبرة كان يحظى بسقي 25 ألف هكتار قبل أن يتقلص إلى نحو 19 ألف هكتار ثم يستقر في 5400 هكتار .وفي هذا الصدد، امتعض الفلاحون من الوعود التي لم تجد سبيلا للتجسيد بعد مضي تسع سنوات على زيارة رئيس الجمهورية لسد فرقوق، أين كان قد ألزم ممثلي السلطات الولائية بوجوب التعجيل في تنفيذ مشروع السلت، وأعاب الفلاحون على مسؤولي القطاع في تبنيهم لشعارات –لا تسمن ولا تغني من جوع- من جهته، أوضح أحد مسؤولي القطاع بأنه قد يبلغ الغضب بالفلاحين إلى حد الخروج إلى الشارع بعد أن تلاشت وعود المسؤولين بتمكينهم من استلام حصص مائية معتبرة تقدر بنحو 6 ملايين للدورة الواحدة، تتولى اللجنة الوطنية المختصة على مستوى وزارة الموارد المائية توزيعها لتفادي تكرار ما حدث خلال العام الماضي، وما رافقه من تشنج كبير لدى الفلاحين الذين طالبوا بإرجاء عملية سلت سد بوحنيفية الذي غمرته الأوحال بنسبة 60 بالمائة إلى حين قدوم فصل الشتاء، لكون عملية إزالة الأوحال تتطلب توفير 30 مليون متر مكعب من المياه التي يفترض أن تمنح للفلاحين لسقي محاصيلهم، على اعتبار أن سد بوحنيفية هو الممون الرئيسي لسد فرقوق، وفي سنوات الجفاف تتقلص الكمية إلى الحد الأدنى .