دعـــــــــــــاء

عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ''إذا سألتُم الله الجنّة فاسألوه الفردوس، فإنّها أعلى الجنّة، وأوسط الجنّة وسقفها عرش الرّحمن''.

''يا الله، يا أحد، يا واحد، يا موجود، يا جواد، يا باسط، يا كريم، يا وهاب، يا ذا القوّة، يا غني، يا مغني، يا فتّاح، يا رزّاق، يا عليم، يا حكيم، يا حيّ، يا قيّوم، يا رحمن، يا رحيم، يا بديع السّموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حنان، يا منّان، انفحني منك بنفحة خير تُغنني بها عمّن سواك''.

''اللَّهُمَّ أصْلِح لي ديني الّذي هُو عِصمة أمري، وأصْلِح لي دُنياي الّتي فيها معاشي، وأصْلِح لي آخرتي الّتي فيها معادي، واجْعَل الحياة زيادة لي في كلّ خير، واجعل الموت راحة لي من كلّ شرّ''.

اللّهُمَّ أعنّي فيه على صيامه وقيامه، وجَنِّبني فيه من هفواته وآثامه، وارْزُقني فيه ذِكْرَك بدوامه، بتوفيقك يا هادي المضلين.

اللّهمَّ ارْزُقني فيه رحمة الأيتام وإطعام الطّعام وإفشاء وصُحبة الكِرام بطَوْلِك يا مَلجأَ الأمِلين.

اللّهمّ لا تجعله آخر العهد من صيامنا إيّاه، فإن جعلته فاجعلني مرحومًا ولا تجعلني محرومًا، اللّهمّ تقبّل منّا صيامه واجعله كفّارة لما سبق من ذنوبنا وعصمة فيما بقي من أعمارنا، وارزقنا أعمالاً صالحة ترضى بها عنّا ياذا الجلال والإكرام، واجعلنا فيه من المقبولين ولا تجعلنا فيه من المردودين يا أرحم الرّاحمين، وصلِّ اللهمّ على سيّدنا محمّد وعلى آله وأصحابه.

''رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ''.

ربّ أعنّي ولا تُعِن عليّ، وانصُرني ولا تَنصُر عليّ، وامْكُر لي ولا تمكُر عليّ، واهدني، ويسِّر الهُدى لي، وانصُرني على مَن بغَى عليّ، ربِّ اجعلني لكَ ذَكَّارًا، لكَ شاكرًا، لك مِطوَاعًا، لك مُخْبِتًا، إليك أوَّاهًا مُنِيبًا، ربّ تقبَّل توبتي واغْسل حَوْبَتي.

اللّهمّ إنّي أسألك من الخير كلّه، عاجله وآجله، ما علمتُ منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشرّ كلّه، عاجله وأجله، ما علمتُ منه وما لم أعلم، وأسألك الجنّة، وما قرَّب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النّار وما قرّب إليها من قول أو عمل، وأسألك ممّا سألك منه محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وأعوذ بك ممّا تعوّذ منه محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وما قضيت لي من قضاء، فاجعل عاقبته رُشدًا.

اللّهمّ أنتَ ربّي لا إله إلاّ أنتَ، خلقتني وأنا عبدُك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعتُ، أعوذُ بك من شرّ ما صنعت، أبوء لك بنِعمتك عليّ، وأبوء بذنبي، فاغفِر لي، فإنّه لا يغفرُ الذُّنوب إلاّ أنت.

اللّهمّ إنّي أسألُك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحبّ المساكين، وأن تغفِر لي وترحمني، وإذا أردتَ فتنة قوم فتوفني غير مفتون، أسألك حبّك، وحبّ مَن يحبّك، وحبّ كلّ عمل يقرّبُني إلى حبِّك.

الدعاء وفضله وآدابه

ورد ''أنّ الله حييٌّ كريم، يستحي من العبد إذا رفع إليه يديه أن يردَّهما فارغتين'' أخرجه أبو داود والترمذي والحاكم من حديث سلمان رضي الله عنه، وقال الترمذي هذا حديث حسن غريب، وورد أيضًا: ''أنّه لا يدعو الله داع إلاّ استجاب له، فإمّا أن يعجِّل له ما سأل، وإمّا أن يدفع عنه من البلاء أعظم من ذلك، وإمّا أن يدخر له في الآخرة ما هو أفضل وأكمل'' أخرجه أحمد والحاكم وأبو يعلى من حديث أبي سعيد، رضي الله عنه، وقال الحاكم هذا حديث صحيح ووافقه الذهبي.
فينبغي للعبد أن يظل داعيًّا ومتضرّعًا في رخائه وشدّته، ويسره وعسره، ولا يستبطئ الإجابة ولا ييأس، فقد يكون لله تعالى سرٌّ في تأخير بعض الأمور، ويكون للعبد في ذلك صلاح ونفع من حيث لا يشعر، فليدع ويفوِّض.
وكلّما سأل ربّه شيئًا، فليسأل معه اللُّطف والعافية وصلاح العاقبة، وليسأل الله كلّ ما يشاء ممّا فيه رضاه من أمور الآخرة والدنيا، ومن كلّ جليل وحقير، ولا يغفل عن أكل الحلال، فإنّه من أهم الشرائط لاستجابة الدعاء، كما في الحديث الصّحيح: ''ثمّ ذكَر الرجل يطيل السفر، أشْعَث أغْبر، يمدُّ يديه إلى السّماء: يا ربّ! يا ربّ! ومَطعمه حرام، وملبسه حرام، وغُذِّيَ بالحرام، فأنَّى يُستجاب لذلك'' أخرجه مسلم والترمذي وأحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

اللّهمّ عافني في جسدي، وعافني في بصري، واجعله الوارث منّي، لا إله إلاّ أنت، الحليم الكريم، سبحان الله ربّ العرش العظيم، والحمد لله ربّ العالمين.

اللّهمّ اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلّغنا به جنّتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، ومتّعنا بأسماعنا، وأبصارنا، وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منّا، واجعل ثأرنا على مَن ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همّنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلّط علينا مَن لا يرحمنا.

اللّهمّ إنّي ظلمتُ نفسي ظلمًا كثيرًا ولا يغفر الذّنوب إلاّ أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنّك أنت الغفور الرّحيم.

اللّهمّ متِّـعنا بِنِعْمَتَيْن: نِعْمَة الصَّحة ونِعْمَة الْدِّين. وجَمِّلنا بحليتين: قَلْب رَحِيْم وعَقْل حَكِيم. ولاَ تَحْرِمْنَا لَذّتين: لَذّة مُنَاجَاتِك ولَذَّة النَّظَر إلى وَجْهِك الكَريم. واجْمَع لنا حسنتين: حَسَنَة الدّنيا وحسنة الآخرة.

''اللّهمّ ربّنا لك الحمد، أتمِم النِّعمة والفضل والعافية والستر وجبر الكسر وزيادة البرّ وكبت الشر، يا مَن تزيد في الخلق ما تشاء زِدنا قوّة منك نتقوّى بها على طاعتك، نلتمِس عونًا منك لنقوم بشكر نعمك، أطفئ لوعة قلوبنا بفيض من حبِّك ولطفك''.

ربّنا يا وهّاب نسألك بركات ما أنزلتَ من السّماء وما أخرجت من الأرض، ربّنا امنحنا ولا تمتحنا، أنزل رحمتك وبركتك وعافيتك علينا ولا تبتلنا، نعوذ بك من فراغ العين والقلب، نعوذ بك من حبّ الدّنيا والتعلّق بشيء منها أو الانشغال به عنك.

اللّهمّ إنّي أعوذ بك من شرّ ما عملت ومن شرّ ما لم أعمَل، اللّهمّ إنّي أعوذ بك من يوم السّوء، ومن ليلة السّوء، ومن ساعة السّوء، ومن صاحب السّوء، ومن جار السّوء في دار المقامة.

اللّهمّ إنّي أعوذ بك من زوال نِعمتك وتحوّل عافيتك وفجأة نِقمتك وجميع سخطك. اللّهمّ إنّي أعوذ بك من جار السُّوء في الدار المقامة، فإنّ جار البادية يتحوّل. اللّهمّ إنّي أسألُك علمًا نافعًا ورزقًا طيّبًا متقبّلاً.

اللّهمّ إنّي ظلمتُ نفسي ظُلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذّنوب إلاّ أنتَ. فاغْفِر لي مغفرة من عندك، وارْحَمني إنّك أنت الغفور الرّحيم.

اللّهمّ إنّي أسألك من الخير كلّه عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأسألك الجنّة وما يقرّب إليها من قول وعمل. وأعوذ بك من النّار وما قرّب إليها من قول وعمل، وأسألك من الخير ما سألك عبدك ورسولك محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم، وأستعيذك ممّا استعاذك منه عبدك ورسولك محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم، وأسألك ما قضيت لي من أمر أن تجعل عاقبته رُشْدًا برحمتك يا أرحم الرّاحمين.

اللّهمّ إنّي أسألك إيمانًا دائمًا، وأسألك قلبًا خاشعًا، وأسألك علمًا نافعًا، وأسألُك يقينًا صادقًا، وأسألك دينًا قيّما، وأسألك العافية من كلّ بلية، وأسألك تمام العافية، وأسألك دوام العافية، وأسألك الشُّكر على العافية وأسألك الغنى عن النّاس.

اللّهمّ اقذف في قلبي رجاءَك، واقطع رجائي عمّن سواك، حتّى لا أرجو أحدًا غيرك. اللّهمّ وما ضعفت عنه قوتي، وقصر عنه علمي، ولم تنته إليه رغبتي، ولم تبلغه مسألتي، ولم يجر على لساني، ممّا أعطيت أحدًا من الأوّلين والآخرين من اليقين، فخُصّني به يا أرحم الرّاحمين.

اللّهمّ ربّ السّموات السّبع وربّ العرش العظيم، ربّنا وربّ كلّ شيء، منزل التّوراة والإنجيل والقرآن، فالق الحبِّ والنَّوَى، أعوذ بك من شرّ كلّ شيء أنتَ آخِذٌ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنتَ الظاهر فليس فوقك شيء، وأنتَ الباطن فليس دونك شيء، اقْضِ عنّي الدَّيْنَ واغْنِنِي من الفقر.